بعض الأسماء الفاعلة في الحياة الفنية لا تستطيع أي مساحة كانت في المنشور ورقيا أو إلكترونيا الإيفاء بما قدم للحياة الفنية ولبلاده، لذا تجدنا، عزيز القارئ، نسهب ونواصل في استعراض تأثير تركة الفنان الكبير عبد الله محمد في الساحة، وها نحن في الجزء الثالث من سيرته نواصل الحديث عن علاقته تحديدا بالراحل طلال مداح ومحمد عبده، التي فيها السرد الأكبر مما قدم للموسيقى والغناء، فأستاذنا محمد صادق دياب ــ المتواجد للعلاج في لندن شافاه الله ــ كان من أكبر المحرضين لي في المواصلة عن مشوار الراحل عبد الله محمد وعدم التوقف، لأن حلقتين ليست كافية لحياة عبد الله محمد، لذا سنحاول معا عزيزي القارئ المواصلة والبحث والتنقيب عما كان إرثا فنيا وإنسانيا لهذه الأرض شارك في صناعته الراحل عبد الله محمد.
ومن أجمل مما يذكر في هذه الحلقة من مشوار عبد الله محمد تلك العلاقة الجميلة التي جمعته بطلال مداح شابا يافعا يبحث عمن يعلمه العود وأصول الغناء، أما عن التناول الإعلامي لعبد الله محمد ومسيرته الفنية فكان مكان جدل، حيث قال البعض إنه كان في عين الإعلام بمشاربه المختلفة ومنهم من قال إن عبد الله محمد لم يأخذ حقه إعلاميا بالشكل المجزي.
أما من وجهة نظري الخاصة ومرافقتي في النصف الثاني من حياته الفنية، أرى أن الإعلام في تلك الفترة والذي لم يكن مفتوحا كما هو الآن ومتعددا، أنه لم يقصر معه ففي سنواته الأخيرة من عمره ــ رحمه الله ــ كان مخرجنا صافي مفتي قد استضافه مع مجموعة من زملائه في الوسط الفني والإعلامي في حلقة تلفزيونية تحدث فيها عن علاجه في تلك الفترة وما قدمه له الأمير الراحل فيصل بن فهد من رعاية طبية واجتماعية وغيرها.
خصصت الزميلة الإعلامية كوثر البشراوي حلقة خاصة عن حياته المرضية أثناء علاجه في جدة واستضافت فيها عبد الله محمد وسراج عمر وغيرهما لصالح شاشة إم بي سي اللندنية وقتها.. كما أن الكثير من الزملاء في الإعلام المكتوب تحدثوا عن حياة عبد الله محمد وكيف كان في بدايته سيدا للطرب في الطائف إلى جانب الموسيقار العميد طارق عبد الحكيم، وكيف تحدث الموسيقار غازي علي عن ذلك اللقاء الأول الذي جمعه مع طلال مداح وعبد الله محمد في الطائف وتحديدا في منزل الإعلامي القدير الراحل عباس فائق غزاوي «وهذا ما سنستعرضه في الحلقة الرابعة والأخيرة عن عبد الله محمد الخميس المقبل».
مع طلال مداح
كان طلال مداح رحمه الله في يفاعته عند نشأته الفنية في الطائف من أكثر الفنانين الشباب الذين تمنوا أن يلتقوا بعبد الله محمد الفنان الكبير يومها مالىء الطائف بل الحجاز كله فنا وموسيقى وغناء وبالفعل كانت صداقتهما هذه هي من أشعل فتيل «تعاون فني ليس له حدود بين ود وحب وخصام أيضا وأعمال غنائية سكنت وجداننا طويلا ولازالت باقية في ذاكرتنا الغنائية الطربية .. فقصص التواد والخصام والعطاء الفني بينهما بلغت حد المحاكم أحيانا يوم كانت المحاكم عندنا تنظر في القضايا الفنية أيضا كانت أشهرها القضية الشهيرة في الستينيات الميلادية في الأغنية المحورية في مشوارهما «سويعات الأصيل» التي ظهر الكثير من المدعين كتابتها كقصيدة بعد أن حولها عبدالله محمد أغنية اعتبرت «نوعية» في تلك الأيام حيث تحدث عنها الجميع كعلامة فارقة في أغنيات لغتنا الفصحى في المملكة حتى اليوم وهي نفس الأغنية التي كانت سببا في الحب والصداقة بينهما والخصام والمحاكم أيضا بعد أن كتب طلال مداح بيانات الاسطوانة أثناء تصنيعها في بيروت وهو المتواجد هناك أنها من ألحانه، وطرحت هنا مسجلة الكثير من النجاح في الإذاعة التي كانت تذيعها بشكل شبه يومي وكانت الأولى أيضا في سوق الاسطوانات يومها، فقامت قيامة عبدالله محمد ولم تقعد رافعا إلى القضاء تظلما أنصفه فيه القضاء بدفع طلال غرامة وتعويضا «25 ألف ريال» وكان يومها المبلغ يعد كبيرا إلا أن طيبة عبدالله محمد أنهت ذلك بـ «عشوة» أقامها طلال له وللأصدقاء. كان ذلك بعدما بدآ مع بعضهماالعمل المشترك وقدما الكثير من الألحان والأغنيات التي بدأت بأغنيتين الأولى من إعداد موسيقي لعبدالله محمد وهي عمل يمني حضرمي قديم غناه طلال «صفالي حبي اليوم» ثم أغنية «أفي سكون الليل» التي لحنها عبدالله محمد من كلمات محمد الإدريسي، أراد طلال تجديدها قبل رحيله أيضا إلا أنه لم يتسن له ذلك .. «كان ذلك قبل دخول عبدالله محمد مرحلة المرض، وفي جلسة في بيت طلال القديم في الكيلو 10 بحضور يوسف شعبان ولطفي زيني وغيرهما على أن يتم إعادة تسجيل هذه الأغنية وأربع أغنيات جديدة لازالت أرملة فناننا المحبوب عبدالله محمد «أمينة» تحتفظ بكروكي الألحان التي لم تنفذ بعد .. وكان محمد عبده قد طلب مني هذه الألحان التي سيقدمها بصوته مستقبلا وهو ماسيحدث إن شاء الله لاسيما أن النجاح قابل كل الأعمال المشتركة بين عبدالله محمد ومحمد عبده .. أما مطلع أغنية «أفي سكون الليل» التي لم تنتشر كثيرا لعدم تسجيلها رسميا فيقول :
أفي سكون الليل سهد ونحيب
أفي انبـلاج الصـبح نار ولهيـب
لوعة في الحب من ظلم الحبيب
وبـكاء مـن أحــاديــث الـرقيـب
كل هذا .. هـل ترى الوصل يعـود
( في الألبوم الذي سيطرح لطلال مداح الشهر المقبل ستطرح الأغنية بصوته على شكل جلسة )
وهذه الأغنية كان يرددها كثيرون عبدالله محمد وطلال مداح وحامد فقيه «والد زوجة الشاعر الراحل خالد إسماعيل» أحد الأصدقاء المقربين من عبدالله محمد، وخالد هو الذي كان مع عبدالله محمد الذي التقيت به في كازينو كيلو عشرة بجدة قبل أكثر من 35 عاما عندما كانا يقدمان من الطائف للفسحة الليلية أو زيارة طلال مداح الذي يسكن مجاورا لمنتزه الكيلو 10 يومها.
وعن تأريخ عبدالله وطلال مداح المشترك يحدثنا صديق عبدالله محمد الشخصي في الطائف الفنان والشاعر طلال طائفي بقوله :
الذي جمع الراحلين طلال مداح وعبدالله محمد ليس مجرد أغنيات إنما حياة فنية واجتماعية ومشوار طويل نتج عنه في البدء سبع أغنيات منها «انتظاري طال ياحلو التثني» كلمات محمد الإدريسي
و «ثلاث ليالي» كلمات محمد طلعت و «قللي بربك واش لي بقلبك» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، وشدا بها كثيرون فيما بعد منهم محمد عمر وعتاب، و «أنا أستاهل الرعوى» وغنتها بعد ذلك المطربة اللبنانية هيام يونس و «سويعات الأصيل» التي وجد عبدالله محمد نصها في مجلة «قافلة الزيت» الصادرة من أرامكو باسم الشاعرة العراقية «أمل» وقبل هذا وذاك كان أول لقاء جماهيري بين عبدالله محمد كملحن وطلال كمطرب كان في الفرح الذي أحيياه إلى جانب عمر كدرس وعبدالله مرشدي في الطائف في بيت ضابط الشرطة علي العصيمي عام 1387 ــ 1967 عندما غنى عبدالله محمد يومها ولأول مرة أغنية « ياقمر تسلم لي عينك» من ألحانه وكلمات لطفي زيني رحمهم الله جميعا حيث طلب طلال من عبدالله محمد تسجيلها رسميا ولم تكد تمر 3 أشهر إلا واستمعنا إليها اسطوانة بصوت طلال مداح بعد تسجيلها في بيروت وكان أول عمل بالفعل بينهما، ثم جاءت المرحلة الثانية في تعاونهما معا «طلال وعبدالله محمد» في السبعينات الميلادية والتي انطلقت بـ «من عيوني أطلب والبي لك» كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن وتلتها في حفل زفاف الأمير سعد الفيصل في الرياض بـ «يا صاحبي، يازينة يا أم الجدايل».
وفي تلك الفترة تعاون بالفقيه مع طلال في أغنيتين الأولى «يا ورد محلى جمالك بين الورود» من كلماته وألحانه، والثانية «ذا اللي حصل من بعد» من ألحان بالفقيه وكلمات السيد حسين أبوبكر المحضار. ومما يذكر من ألحان عبدالله محمد الجميلة لغيره من المطربين كانت «شفت الريم، آه في أبحر».. بصوت المطربة اللبنانية الكبيرة هيام يونس.
مع محمد عبده
مع محمد عبده كانت أعمال غنائية كثيرة وعديدة بعضها اعتبر علامات في مشوار محمد عبده الغنائي مثل «وفي دينك.. التي عرفت بـ للمحبة اللي بيني وبينك وفي دينك، كلمات الخفاجي. أنا داري ان مالك ذنب في كل اللي يجرى لي.. التي قدمها محمد عبده في مسلسله الوحيد أغاني في بحر الأماني، ثم اش لعوب ياذا المدلل».. ومن ما يذكر عن العلاقة بين عبدالله محمد ومحمد عبده ذلكم الود الكبير الذي تجلى بينهما، ففي فترة مرض عبدالله محمد العصيبة والتي انتهت بفقدانه الكلام كان محمد عبده وإلى جانبه الفنان حسن اسكندراني أشبه بالمقيمين في مستشفى الملك فهد زائرين دائمين لعبدالله محمد حيث كان ينضم إليهما مرة سراج عمر ومرة محمد شفيق ومرة سامي إحسان وأحيانا طارق عبدالحكيم وتواب عبيد وعبدالله ماجد ومحمود خان، وهكذا.. وظل محمد عبده يواصل ملازمة الراحل عبدالله محمد بكل ما هو معروف عنه من وفاء لكل من حوله ومن هؤلاء جيل أساتذته، ففي حالة مرض عبدالله محمد كان قد كلفني محمد عبده بأن آتي بعبدالله محمد وأسرته وأولاده ليلعبوا مع أبنائه في فناء المنزل وكانت تلتقي أسرنا كثيرا على محبة وتآلف أسري جميل، ونحن في صالون محمد عبده ومعنا عابد البلادي وعمر شلاح ليكمل عبدالله محمد رغم مرضه رباعي البلوت، ومما كان يعجبني في فطنة محمد الذي تنبه إلى أن الفن والموسيقى هما ما يبهج عبدالله محمد الذي كان لسانه المعقود ينطق مع محمد عبده غناء عندما يدندن محمد عبده بألحان عبدالله محمد التي خصه بها أو لحنها لآخرين. كنا نجد لسان عبدالله محمد يغني وهو معقود في الكلام، إضافة إلى إشراقات البشاشة والحبور التي تعلو وجهه في هذه الحالة الصحية، ولا سيما عندما يرى طفلتيه «الجامعيتين الآن» أريج وريم وهما تمرحان مع أبناء محمد عبده .
ومن أجمل مما يذكر في هذه الحلقة من مشوار عبد الله محمد تلك العلاقة الجميلة التي جمعته بطلال مداح شابا يافعا يبحث عمن يعلمه العود وأصول الغناء، أما عن التناول الإعلامي لعبد الله محمد ومسيرته الفنية فكان مكان جدل، حيث قال البعض إنه كان في عين الإعلام بمشاربه المختلفة ومنهم من قال إن عبد الله محمد لم يأخذ حقه إعلاميا بالشكل المجزي.
أما من وجهة نظري الخاصة ومرافقتي في النصف الثاني من حياته الفنية، أرى أن الإعلام في تلك الفترة والذي لم يكن مفتوحا كما هو الآن ومتعددا، أنه لم يقصر معه ففي سنواته الأخيرة من عمره ــ رحمه الله ــ كان مخرجنا صافي مفتي قد استضافه مع مجموعة من زملائه في الوسط الفني والإعلامي في حلقة تلفزيونية تحدث فيها عن علاجه في تلك الفترة وما قدمه له الأمير الراحل فيصل بن فهد من رعاية طبية واجتماعية وغيرها.
خصصت الزميلة الإعلامية كوثر البشراوي حلقة خاصة عن حياته المرضية أثناء علاجه في جدة واستضافت فيها عبد الله محمد وسراج عمر وغيرهما لصالح شاشة إم بي سي اللندنية وقتها.. كما أن الكثير من الزملاء في الإعلام المكتوب تحدثوا عن حياة عبد الله محمد وكيف كان في بدايته سيدا للطرب في الطائف إلى جانب الموسيقار العميد طارق عبد الحكيم، وكيف تحدث الموسيقار غازي علي عن ذلك اللقاء الأول الذي جمعه مع طلال مداح وعبد الله محمد في الطائف وتحديدا في منزل الإعلامي القدير الراحل عباس فائق غزاوي «وهذا ما سنستعرضه في الحلقة الرابعة والأخيرة عن عبد الله محمد الخميس المقبل».
مع طلال مداح
كان طلال مداح رحمه الله في يفاعته عند نشأته الفنية في الطائف من أكثر الفنانين الشباب الذين تمنوا أن يلتقوا بعبد الله محمد الفنان الكبير يومها مالىء الطائف بل الحجاز كله فنا وموسيقى وغناء وبالفعل كانت صداقتهما هذه هي من أشعل فتيل «تعاون فني ليس له حدود بين ود وحب وخصام أيضا وأعمال غنائية سكنت وجداننا طويلا ولازالت باقية في ذاكرتنا الغنائية الطربية .. فقصص التواد والخصام والعطاء الفني بينهما بلغت حد المحاكم أحيانا يوم كانت المحاكم عندنا تنظر في القضايا الفنية أيضا كانت أشهرها القضية الشهيرة في الستينيات الميلادية في الأغنية المحورية في مشوارهما «سويعات الأصيل» التي ظهر الكثير من المدعين كتابتها كقصيدة بعد أن حولها عبدالله محمد أغنية اعتبرت «نوعية» في تلك الأيام حيث تحدث عنها الجميع كعلامة فارقة في أغنيات لغتنا الفصحى في المملكة حتى اليوم وهي نفس الأغنية التي كانت سببا في الحب والصداقة بينهما والخصام والمحاكم أيضا بعد أن كتب طلال مداح بيانات الاسطوانة أثناء تصنيعها في بيروت وهو المتواجد هناك أنها من ألحانه، وطرحت هنا مسجلة الكثير من النجاح في الإذاعة التي كانت تذيعها بشكل شبه يومي وكانت الأولى أيضا في سوق الاسطوانات يومها، فقامت قيامة عبدالله محمد ولم تقعد رافعا إلى القضاء تظلما أنصفه فيه القضاء بدفع طلال غرامة وتعويضا «25 ألف ريال» وكان يومها المبلغ يعد كبيرا إلا أن طيبة عبدالله محمد أنهت ذلك بـ «عشوة» أقامها طلال له وللأصدقاء. كان ذلك بعدما بدآ مع بعضهماالعمل المشترك وقدما الكثير من الألحان والأغنيات التي بدأت بأغنيتين الأولى من إعداد موسيقي لعبدالله محمد وهي عمل يمني حضرمي قديم غناه طلال «صفالي حبي اليوم» ثم أغنية «أفي سكون الليل» التي لحنها عبدالله محمد من كلمات محمد الإدريسي، أراد طلال تجديدها قبل رحيله أيضا إلا أنه لم يتسن له ذلك .. «كان ذلك قبل دخول عبدالله محمد مرحلة المرض، وفي جلسة في بيت طلال القديم في الكيلو 10 بحضور يوسف شعبان ولطفي زيني وغيرهما على أن يتم إعادة تسجيل هذه الأغنية وأربع أغنيات جديدة لازالت أرملة فناننا المحبوب عبدالله محمد «أمينة» تحتفظ بكروكي الألحان التي لم تنفذ بعد .. وكان محمد عبده قد طلب مني هذه الألحان التي سيقدمها بصوته مستقبلا وهو ماسيحدث إن شاء الله لاسيما أن النجاح قابل كل الأعمال المشتركة بين عبدالله محمد ومحمد عبده .. أما مطلع أغنية «أفي سكون الليل» التي لم تنتشر كثيرا لعدم تسجيلها رسميا فيقول :
أفي سكون الليل سهد ونحيب
أفي انبـلاج الصـبح نار ولهيـب
لوعة في الحب من ظلم الحبيب
وبـكاء مـن أحــاديــث الـرقيـب
كل هذا .. هـل ترى الوصل يعـود
( في الألبوم الذي سيطرح لطلال مداح الشهر المقبل ستطرح الأغنية بصوته على شكل جلسة )
وهذه الأغنية كان يرددها كثيرون عبدالله محمد وطلال مداح وحامد فقيه «والد زوجة الشاعر الراحل خالد إسماعيل» أحد الأصدقاء المقربين من عبدالله محمد، وخالد هو الذي كان مع عبدالله محمد الذي التقيت به في كازينو كيلو عشرة بجدة قبل أكثر من 35 عاما عندما كانا يقدمان من الطائف للفسحة الليلية أو زيارة طلال مداح الذي يسكن مجاورا لمنتزه الكيلو 10 يومها.
وعن تأريخ عبدالله وطلال مداح المشترك يحدثنا صديق عبدالله محمد الشخصي في الطائف الفنان والشاعر طلال طائفي بقوله :
الذي جمع الراحلين طلال مداح وعبدالله محمد ليس مجرد أغنيات إنما حياة فنية واجتماعية ومشوار طويل نتج عنه في البدء سبع أغنيات منها «انتظاري طال ياحلو التثني» كلمات محمد الإدريسي
و «ثلاث ليالي» كلمات محمد طلعت و «قللي بربك واش لي بقلبك» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، وشدا بها كثيرون فيما بعد منهم محمد عمر وعتاب، و «أنا أستاهل الرعوى» وغنتها بعد ذلك المطربة اللبنانية هيام يونس و «سويعات الأصيل» التي وجد عبدالله محمد نصها في مجلة «قافلة الزيت» الصادرة من أرامكو باسم الشاعرة العراقية «أمل» وقبل هذا وذاك كان أول لقاء جماهيري بين عبدالله محمد كملحن وطلال كمطرب كان في الفرح الذي أحيياه إلى جانب عمر كدرس وعبدالله مرشدي في الطائف في بيت ضابط الشرطة علي العصيمي عام 1387 ــ 1967 عندما غنى عبدالله محمد يومها ولأول مرة أغنية « ياقمر تسلم لي عينك» من ألحانه وكلمات لطفي زيني رحمهم الله جميعا حيث طلب طلال من عبدالله محمد تسجيلها رسميا ولم تكد تمر 3 أشهر إلا واستمعنا إليها اسطوانة بصوت طلال مداح بعد تسجيلها في بيروت وكان أول عمل بالفعل بينهما، ثم جاءت المرحلة الثانية في تعاونهما معا «طلال وعبدالله محمد» في السبعينات الميلادية والتي انطلقت بـ «من عيوني أطلب والبي لك» كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن وتلتها في حفل زفاف الأمير سعد الفيصل في الرياض بـ «يا صاحبي، يازينة يا أم الجدايل».
وفي تلك الفترة تعاون بالفقيه مع طلال في أغنيتين الأولى «يا ورد محلى جمالك بين الورود» من كلماته وألحانه، والثانية «ذا اللي حصل من بعد» من ألحان بالفقيه وكلمات السيد حسين أبوبكر المحضار. ومما يذكر من ألحان عبدالله محمد الجميلة لغيره من المطربين كانت «شفت الريم، آه في أبحر».. بصوت المطربة اللبنانية الكبيرة هيام يونس.
مع محمد عبده
مع محمد عبده كانت أعمال غنائية كثيرة وعديدة بعضها اعتبر علامات في مشوار محمد عبده الغنائي مثل «وفي دينك.. التي عرفت بـ للمحبة اللي بيني وبينك وفي دينك، كلمات الخفاجي. أنا داري ان مالك ذنب في كل اللي يجرى لي.. التي قدمها محمد عبده في مسلسله الوحيد أغاني في بحر الأماني، ثم اش لعوب ياذا المدلل».. ومن ما يذكر عن العلاقة بين عبدالله محمد ومحمد عبده ذلكم الود الكبير الذي تجلى بينهما، ففي فترة مرض عبدالله محمد العصيبة والتي انتهت بفقدانه الكلام كان محمد عبده وإلى جانبه الفنان حسن اسكندراني أشبه بالمقيمين في مستشفى الملك فهد زائرين دائمين لعبدالله محمد حيث كان ينضم إليهما مرة سراج عمر ومرة محمد شفيق ومرة سامي إحسان وأحيانا طارق عبدالحكيم وتواب عبيد وعبدالله ماجد ومحمود خان، وهكذا.. وظل محمد عبده يواصل ملازمة الراحل عبدالله محمد بكل ما هو معروف عنه من وفاء لكل من حوله ومن هؤلاء جيل أساتذته، ففي حالة مرض عبدالله محمد كان قد كلفني محمد عبده بأن آتي بعبدالله محمد وأسرته وأولاده ليلعبوا مع أبنائه في فناء المنزل وكانت تلتقي أسرنا كثيرا على محبة وتآلف أسري جميل، ونحن في صالون محمد عبده ومعنا عابد البلادي وعمر شلاح ليكمل عبدالله محمد رغم مرضه رباعي البلوت، ومما كان يعجبني في فطنة محمد الذي تنبه إلى أن الفن والموسيقى هما ما يبهج عبدالله محمد الذي كان لسانه المعقود ينطق مع محمد عبده غناء عندما يدندن محمد عبده بألحان عبدالله محمد التي خصه بها أو لحنها لآخرين. كنا نجد لسان عبدالله محمد يغني وهو معقود في الكلام، إضافة إلى إشراقات البشاشة والحبور التي تعلو وجهه في هذه الحالة الصحية، ولا سيما عندما يرى طفلتيه «الجامعيتين الآن» أريج وريم وهما تمرحان مع أبناء محمد عبده .